متحف جاير – أندرسون
متحف جاير – أندرسون: بيت الكريتلية المسحور والمستشرق المهووس
بجانب مسجد «إبن طولون» في السيدة زينب،
وأيام ما كانت القاهرة الإسلامية مركز الحياة في العاصمة، بيوت رائعة الجمال مَلِيت المكان بمعمارها العثماني الغني. لكن خلال العشرينات من القرن الماضي كتير منها إتهدم لسوء حالته. ومن البيوت القليلة اللي نجت من عمليات الهدم، بيت «الكريتلية»،
نسبة لسيدة يونانية من «كريت» كانت آخر سكان البيت.
في سنة 1935، الرائد «جاير أندرسون» اللي كان بـ يخدم في الجيش البريطاني، وكان مكلف بمهمة في مصر،
أُذن ليه إنه يعيش في بيت «الكريتلية»، في المقابل الرائد الطبيب المستشرق، واللي كان بـ يسافر حول العالم، وبـ يجمع من كل بلد جزء من روحها في أنتيكة أو تحفة، جاب الكنز اللي من أزمنة وحضارات مختلفة، وملا بيه بيت «الكريتلية»، اللي الرائد كان
عارف ومقدر قيمتة المعمارية. ولما رجع على إنجلترا أهدى الشعب المصري الكنز ده، وكشكر وتقدير ليه أٌعطى لقب «باشا»، والبيت إتعمل متحف بإسمه.
قبل ما بيت «الكريتلية» يتحول لمتحف «جاير أندرسون»، كان محور عدد من الأساطير. ومن الأساطير دي إن البيت إتبنى على «جبل يشكر» اللي رسى عليه فُلك سيدنا نوح عليه السلام. ومن الأساطير كمان إن بير البيت مسحور، لو بص فيه حد وإتمنى يشوف حبيبه هـ يشوف وش اللي بـ يحبه بدل إنعكاس وشه في المية!
المتحف النهارده عبارة عن بيتين، واحد إتبني قبل التاني بحوالي قرن، الأول والأصغر إتبنى سنة 1540 ميلادية والأكبر سنه 1630. وفي مرحلة ما إتبنت قنطرة وصلت البيتين ببعض. وبالرغم من إن سكانه تعددوا إلا أن «جاير أندرسون» باشا كان الوحيد اللي أثرى البيت بالكنوز المعروضة فيه.
أول مابـ تدخل المتحف بـ تلاقي نفسك في حوش البيت اللي فيه البير المسحور، زي ما بـتقول الأسطورة. ومن هناك بـ تاخد سِلّم بـ يوصلك للبيت الأقدم. لما بـ توصل فوق في مكان مفتوح ومجهز بكراسي عشان الناس تقعد وتستمتع بالمنظر اللي تحت. ولو جيت مشي في الـ«سيدة زينب» أكيد هـ تكون حابب إنك تقعد تستريح هناك شوية.
كتير من الغرف فيها لافتات بـ تشرح تاريخ محتوياتها، لكن ممكن تلاقي صعوبة فإنك تقراها، مش عشان الزحمة رهيبة والناس متجمهرة عند اللافتة (ده لأن المتحف نادراً ما بـ يكون زحمة، وزيه زي كتير من كنوز مصر الثقافية المش معروفة ماعليهوش إقبال)، لكن عشان أحياناً المرشد السياحي اللي بـ يقوم بإرشادك في جولتك في المتحف، بـ يتكلم بسرعة، وبـ يتحرك بسرعة، فما بـ يكونش عندك وقت كافي تقرا عن التحف المعروضة أو تتأملها. فمتسمحلوش إنه يصربعك، وخد وقتك عشان تستمتع بالمتحف.
اللافتات الموجودة فيها معلومات كويسة، وكل ما إتحركت ببطء، كل ما هـتكتشف حاجات أكتر في المتحف.
المتحف فيه جناح “السلاملك”، اللي بـ يُستقبل فيه الزوار، و”الحرملك”، جناح الحريم، ده غير المكتبات وغرف النوم، والغرف التانية. وكل أوضة فيها أثاث من كل حتة في العالم. في أوضة كلها أنتيكات من الصين، وواحدة تانية فيها كراسي من الهند، ومجموعة «أندرسون» فيها كمان نجف من إيطاليا، ترابيزات إنجليزي وسجاد فارسي. وفي غرفة معروفة بإسم «متحف البيت» في مجموعة من القطع الأثرية المصرية، وكان ضمن المجموعة تابوت كان فيه موميا من طيبة، وتمثال لراس «نڤرتيتي».
المتحف كمان بـ يتمتع بسقف كبير، المنظر منه رائع. الجميل إن المشربيات اللي كانت معمولة عشان الستات ماتتشافش من الشارع وهي بـ تبص من الشبابيك زمان، دلوقتي مفتوحة ومِبَروِزة منارة مسجد «إبن طولون»، مسجد «السلطان
حسن» ومسجد «محمد علي».
جمال المتحف جذب له كتير من صناع السينما واتصور فيه فيلم «جيمس بوند» “الجاسوس الذي أحبني – The Spy who loved me”
في 1977، وكمان فيلم “شَهد الملكة” بطولة «نادية الجندي» و«فريد شوقي» ومن تأليف «نجيب محفوظ» سنة 1985.
تعليقات
إرسال تعليق