مسجد السلطان حسن
قصة مسجد يضم أعلى مئذنة فى مصر صورته على العملة المصريه تؤكد تميز وشموخ فن العمارة بالعصر المملوكى.( تفتكروا صورته علي اي عمله ).
بين ضخامة البناء، ودقة الصناعة، وتنوع الزخارف، فاستحق أن يوصف بأنه تحفة معمارية خالصة، هو مسجد السلطان حسن فى منطقة القلعة بمصر القديمة، والذى يعد فخراً للعمارة الإسلامية القديمة
السلطان حسن
أما عن السلطان حسن فهو أحد أبرز سلاطين المماليك ، ويعتبر ملك مصر التاسع عشر من المماليك الترك، والسابع من أولاد الناصر محمد بن قلاوون، تولَّى السلطنة مرتين، إحداهما سنة 748هـ وكان عمره آنذاك 13 سنة، ثم تولى ثانية سنة 755هـ بعدما سجن لمدة ثلاث سنوات.
بدأ "حسن" يتصرف كسلطان حقيقى بعدما انتهت فترة الوصاية وبلغ سن الرشد، ولكن بعد شهور قليلة وقع المشهد الذى يتكرر كثيراً فى العصر المملوكى، وهو صراع الأمراء على الحكم وتم القبض عليه وعزله من الحكم وإيداعه السجن، وتنصيب شقيقه "صالح" الذى لقب بالملك الصالح صلاح الدين صالح، وما لبثت الحرب أن اندلعت من جديد وخلعه الأمراء أيضاً وقرروا عودة السلطان حسن، وفى تلك المرة عاد قوياً، بعدما صار شاباً ذاً خبرة بأمور الصراع فى هذه السن المبكرة. وصفه المؤرخون بأنه كان ملكاً حازماً، مَهيباً، وشجاعاً، صاحب كلمة نافذة، لم يعتد شرب الخمر، ولم يرتكب فاحشة ظاهرة، فاختلف عن كثير من ملوك وأمراء المماليك،كما كان ذكيا وعاقلاً، رفيقاً بالرعية، ومتديناً وشهما.
تاريخ إنشاء مسجد السلطان حسن
أنشئ المسجد على قطعة أرض كانت تعرف باسم "سوق الخيل" فى ميدان الرميلة، تلك المنطقة التى تقع حالياً فى ميدان صلاح الدين والسيدة عائشة، كان السلطان الناصر محمد بن قلاوون قد بنى عليها قصراً ضخماً ليسكنه أحد أمرائه المقربين، وعندما شرع السلطان حسن فى بناء جامعه سنة 1356م، هدم القصر وما حوله، وتكلف إنشاؤه أموالاً طائلة .. تكلف بناؤه 750 ألف دينار ذهبى( حوالي 2 مليار جنيه مصري و135 مليون جنيه ) ، حتى إن السلطان كان يبدو عاجزاً عن إتمام بنائه، وقال لولا أن يقال إن ملك مصر عجز عن إتمام بناء بناه لتركته بناء هذا الجامع من كثرة ما صرفت عليه)، بسبب ضخامة البناء وشموخه، واتساع مساحته.
ويعتمد تصميم مسجد السلطان حسن على التخطيط المتعامد، يتوسطه صحن مفتوح محاط بأربعة إيوانات، كل منها مغطى بقبو، أعمق هذه الإيوانات الذى يقع فى اتجاه القبلة، ويضم المحراب والمنبر، وتوجد فى وسط الصحن نافورة تعلوها قبة بنيت على ثمانية أعمدة، ويضم الصحن أربعة أبواب تفتح على أربعة مدارس، تمثل المذاهب الأربعة التى كان أكبرها المذهب الحنفى، وتضم كل مدرسة صحنا وإيوانا مفتوحا، وفى وسط الصحن نافورة، وتطل على الصحن طبقات من الحجرات بعضها فوق بعض، وتقع غرفة الدفن خلف حائط القبلة، وللمدرسة مئذنتان تقعان عند الواجهة الشرقية، ويقع المدخل الرئيسى عند الركن الغربى للواجهة الشمالية..
المسجد والمدرسة
وأنشئ المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد، وتعد كل مدرسة مسجداً صغيراً، وكل منها مخصصة لتدريس مذهب من المذاهب الإسلامية الأربعة "الشافعى، المالكى، الحنبلى، والحنفى"،
ولضمان انتظام العمل بالمدرسة عين السلطان حسن اثنين لمراقبة الحضور والغياب، أحدهما بالليل والآخر بالنهار، وأعد مكتبة وعين لها أميناً، وألحق بالمدرسة مكتبين لتعليم الأيتام القرآن والخط، وقرر لهم الكسوة والطعام، فكان إذا أتم اليتيم القرآن حفظاً يعطى 50 درهماً، ويمنح مؤدبه مثلها ومكافأة له.
وكان من المقرر إنشاء أربعة مآذن للمسجد، اثنان حول القبة الشرقية، والثالثة على يمين المدخل الرئيسى بالواجهة الشمالية، وبعد بناء المئذن الثالثة سقطت وعصفت بأرواح الكثيرين، قيل إنها قتلت حوالى 300 طفل، لم ينج منهم سوى 6 فقط.
أكبر مئذنة فى مصر
ومن الوهلة الأولى عند النظر إلى مسجد السلطان حسن من بعيد تخطف أنظار الجميع مئذنته، التى تعلو إلى عنان السماء لتقطع حوالى 81 مترا فوق المسجد، كأطول المآذن في مصر، الأمر الذى يعطى المسجد طابعاً خاصاً بين الآثار الإسلامية فى مصر، ويتوافد عليه السائحون من جميع أنحاء العام فتبهرهم الدقة فى الإبداع المعمارى فى ذلك العصر.
جمال المظهر والإبداع المعمارى جعل مسجد السلطان حسن مزاراً سياحياً مهماً يحرص جميع الوافدين على زيارته، وكان أبرزهم الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما وزوجته ووزيرة خارجيته هيلارى كلينتون وسفيرة الولايات المتحدة بمصر آنذاك آن باترسون، خلا الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكى لمصر عام 2009، والتى استمرت حوالى تسع ساعات قضى منها 37 دقيقة داخل المسجد، يتجول بين جدرانه منبهراً بعظمة الحضارة الإسلامية وفن العمارة فى العصر المملوكى.
استمر العمل فى بناء المسجد حتى مقتل السلطان على أيدى بعض أمراء المماليك، عندما كان فى رحلة صيد سنة 762 هـ (1360 م)، وألقوا جثته فى النيل، ولم يعرف له قبر فإن قبة السلطان حسن فى مسجده الآن خالية من جثته.
وبعد اغتياله أكمل بناء المسجد تلميذه الأمير بشير الجمدار لينتهى بعد أربع سنوات، ومازال المسجد علماً أثرياً يجسد عظمة فن العمارة فى ذلك العصر، ولا تزال صورته مطبوعة على العملة المصرية فئة المائة جنيه، كنوع من الترويج السياحى للمعالم الأثرية المصرية، ومع ذلك لا يزال صاحب ذلك الأثر الإسلامى الأضخم فى العمارة بالعصر المملوكى فى مصر
-مقتطفات عن المسجد :
* . تكون البناء من مسجد مدرسة لكل مذهب من المذاهب الأربعة (الشافعي والحنفي والمالكي والحنبلي).
* قرأت الكثير عن الآثار الإسلامية ولم أرَ أثرًا أمتدحه مثلما أمتدح به مسجد ومدرسة "السلطان حسن" الواقع في ميدان صلاح الدين بالقاهرة، ذلك الأثر المملوكي الذي يعد من أعظم وأفخم الآثار الإسلامية.. وقد أنشأ المسجدَ والمدرسةَ السلطانُ الناصر "حسن بن محمد بن قلاوون" عام 1334م، وكان الغرض من إنشائه تدريس المذاهب الأربعة.. فقام السلطان بتعيين المدرسين والمراقبين، وعين لهم المرتبات، وحدد لكل مدرس 100 طالب يقوم بتدريسهم، وألحق بالمدرسة سكنا للطلبة المغتربين. وبالمسجد مئذنتان رشيقتان بإيوان القبلة، كان من المقرر إنشاء أربع مآذن للمسجد إلا أنه سقطت الثالثة، ولم يشرع في بناء الرابعة.. ونظرًا لروعة ما قرأت عن ذلك الأثر قررت زيارته.
* وحينما تدخل المسجد تجد أمامك مباشرة واجهة مصنوعة من الفسيفساء بأشكال هندسية إسلامية بديعة.. حين تشرع في الدخول إلى صحن المسجد تجد نفسك في ممر طويل منحن نسبيًا، عولج بحيث لا يشعر الداخل بوجود أي انحراف، وأخيرًا وصلت إلى صحن المسجد الذي ما إن يره أحد إلا فغر فاه، وحارت عيناه أين تستقر في تلك اللوحة الفنية؟
* أخيرًا استقررت على الميضأة المحمولة على ثمانية أعمدة من الرخام، وحول الميضأة أربعة إيوانات متعامدة –غرف من ثلاثة ضلوع- وبجوار كل إيوان باب لأحد المدارس المذهبية الأربعة، وخلف كل باب أربعة طوابق تضم ما يقرب من 150 غرفة للتدريس.
* لاحظت أن ثلاثة إيوانات متشابهة في بساطة التصميم وفي شكل المشكاوات التي كانت مكفنة بالذهب والفضة، لكنها نُقلت وحُفظت في المتحف الإسلامي بالقاهرة. أما عن الإيوان الرابع الإيوان الشرقي "إيوان القبلة"، وهو الإيوان الوحيد المكسو بالرخام والحجارة الفاخرة الملونة فمحاط بإطار من أعلى كُتب عليه بالخط الكوفي سورة الفتح، وقد بلغت فخامة هذا الإيوان أن قيل إنه أكبر من إيوان "كسرى" الموجود بالمدائن بالعراق.
* وفي منتصف الإيوان تقريبًا "دكة المبلغ" –دكة عالية ذات سلالم صغيرة يصعد عليها المبلغ لترديد تكبيرات الصلاة خلف الإمام- وتميزت هذه الدكة بجمال أعمدتها الرخامية..
* أما عن المحراب فوجدته رخاميا مزينا بقطع من النقوش الذهبية، وعلى يمين المحراب تجد المنبر الرخامي الأبيض وله باب من الخشب المصفح بالنحاس المضلع النجمي.
مقارنه بين مسجد السلطان حسن و مسجد الرفاعي (هام جداً)
السلطان حسن الذي بناه حسن بن قلاوون، وهو من المماليك البحرية، ومن أسرة قلاوون التي حكمت حوالى 100 سنة، انقطع الفيضان عن مصر لمدة 4 سنوات، فحل الجفاف، وعاش الناس في حالة من الكساد والبطالة، وبدأت الجرائم تنتشر، وخوفاً من أن يثور الشعب ضده بسبب الفقر الذي ساد البلاد أو أن يستغل أحد القادة الفرصة وينقلب عليه، قرر السلطان حسن أن يؤسس مجمع متكامل به جامع ومدرسة وخانقاه( مكان للعباده او مصلي ) وبيمارستان ( مستشفي ) وضريح، وذلك لتوفير وظائف للعاطلين بشرط أن يتقاضى العامل كل سبعة أيام ما يساوى أجر يوم واحد.
وأعلن حسن بن قلاوون عن مسابقة لأحسن حرفي يقوم بصنعته، بحيث يختار أفضل شخص في كل حرفة سواء في صناعة المقرنصات أو الأرابيسك أو الزجاج إلى آخره، ولكن هذا المبنى الذي كان يظنه السلطان طوق نجاة له من ثورة الناس كان هو الخنجر الذي طُعن به؛ حيث وقعت إحدى المئذنتين على دار أيتام بجوار الجامع ومات 20 طفلاً في هذه الحادثة.
ومحاولة لتدارك الموقف، كان للمتملقين دور لا بأس به، حيث حاول أحد الشعراء إقناع الشعب بأن المئذنة هبطت من ذكر الذاكرين، مستدلاً بقوله تعالى: "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعًا متصدعًا من خشية الله"، ولكن ذلك لم يُقنع الغاضبين، فهرب السلطان إلى قصر الأبلق الذي كان يقع مكان مسجد محمد على بالقلعة، وبعد 33 يومًا من الحادثة، قُتل السلطان.
لم يدفن السلطان في ضريحه بالجامع، والذي أثار جدلًا هو الآخر، كان الضريح عند القبلة وهذا غير مقبول، ولكن السلطان كان يريد أن يكون الضريح أمام الميدان الذي يقع عند القبلة، فقد كان يريد أن يدعي أكبر عدد من الناس له، لكن ما حدث هو العكس، بعد مقتل السلطان حسن قام الناصر محمد ابنه بإنجاز بقية هذا البناء ، لذلك توجد بعض الزخارف غير المكتملة عند باب الجامع.
ظل جامع السلطان حسن مثالًا للعمارة الإسلامية، حتى أن خوشيار هانم، والدة الخديوي إسماعيل، قررت بناء مسجد الرفاعي بجانبه لمحاكاته ومحاكاة المعمار الإسلامي، حتى تعيد إلى دولة ولدها الهوية الإسلامية مرة أخرى بعد ظهور ثقافة التعريب، وليكون ضريحًا للعائلة المالكة، وبالفعل دُفن فيه عدد من أبناء أسرة محمد علي، وأما عن اسمه، فلقد دُفن فيه بعض أتباع الشيخ الرفاعي وليس الرفاعي شخصيًا.
تم بناء المسجد في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين على يد مهندس إيطالى، أخذ هذا المهندس يزور المساجد المصرية حتى يتعرف على طريقة بنائها، ولكنه لم يكن يعلم أن هذه المساجد في تصميمها تحمل في جوانبها معانى الإسلام، ولذلك لا نجده يستخدم المبادئ التي اعتمد عليها جامع السلطان حسن، والذي جاوره لسوء الحظ لتتم هذه المقارنة.
فالوحدة في الكثرة أحد تلك الأساليب التي اعتمد عليها جامع السلطان حسن، إن هذا المبدأ يعبر عن أننا برغم اختلافنا كمخلوقات وكبشر فكلنا من نفس المصدر؛ فكلنا نعبد الله وهو الخالق الواحد الأحد، ويبدو ذلك فى العمارة من خلال الإيوانات الأربعة التي تضم المدارس الفقهية الأربعة، والتي تتقابل في صحن واحد.
كذلك عروق الخشب التي تحيط بالفوارة، وهي مكان كان يوضع به الحلوى والشربات للأطفال تشبه الفسقية، وتعتبر ميضة الآن، ثمانية عروق تتوسطها دائرة يتوسطها شكل رأسي يشير إلى السماء، إلى الله، كما أن رقم ثمانية يشير إلى حملة العرش. ويحتوي الجامع على ما يُعرف بالأشكال ذاتية التولد (self-generated patterns) مثل الأرابيسك والمقرنصات، وهي الأشكال التي تتولد إلى ما لا نهاية، وتعبر أيضًا عن نشأة كل هذا الكون من مصدر واحد.
في حين لا يظهر هذا المبدأ في مسجد الرفاعي، ويظهر ذلك في الزخرفة التي لا تعتمد على ذاتية التولد ولكنها تقطع بعضها البعض، فنجد زخارف معينة في جزء وبجوارها رقعة مختلفة من الزخارف وهكذا، كما أن الزخارف أحيانًا تكون متأثرة بالعمارة الغربية، فمثلًا يوجد شكلًا يشبه الصليب على جدرانه ومدخله.
تعتمد العمارة على مبدأ آخر وهو الرأسية، بحيث تؤدي كل الأشكال إلى السماء أي إلى الله، وذلك يعبر عن ظاهر الدنيا الذي يعود إلى باطنها وسرها الحقيقي وخالقها، ويظهر ذلك فيما يطلق عليه عرائس السماء، وهي مجموعة أشكال بأعلى سور المسجد تشبه عرائس متشابكة الأيدي، وتُعبر عن ترابط السماء والأرض.
ويظهر ذلك في المئذنة والمحراب بطرفه المدبب وزخارفه الأفقية التي تشير لأعلى، والذي يزينه اسم الله ثلاث مرات، ويصدر من كلمة الله شعاع يلتقي عند طرف المحراب يوحي بعودة كل شيء إلى الله، وذلك على عكس محراب مسجد الرفاعى الذي تظهر فيه زخرفة رأسية تعلوها زخرفة أفقية لا تؤدي المعنى المطلوب.
يبدو أن مهندس مسجد الرفاعي لم يكن يعلم وظيفة بعض العناصر في جامع السلطان حسن، ولكنه استخدمها، فعلي سبيل المثال: دكّة المبلّغ.. وكان يقف عليها شخص يُعيد ما يقوله الإمام، وتوجد بجامع السلطان حسن لأن صحنه واسع ومفتوح، في حين أن هذه الدكة توجد بمسجد الرفاعي بالرغم من أنه مغلق السقف وأن مساحة الصلاة به ليست كبيرة، ونجد الدكة في مكان قريب من آخر ساحة الصلاة ومن المنبر في نفس الوقت.
ومن الأشياء الغريبة في مسجد الرفاعي، أن المحراب الذي يوجد في ضريح شاه إيران الذي دُفن في المسجد ليس في اتجاه القبلة.
وفي حين يوفر جامع السلطان حسن الراحة النفسية التي لا يوفرها مسجد الرفاعي بنفس الشكل بسبب بهرجته الزائدة، بالإضافة إلى ضعف الإضاءة فيه، ومن الأشياء التي تجلب السرور لقلب من يدخل جامع السلطان حسن الفوارة وعنصر الماء تجريد للجنة، وكذلك الرسومات التي زينت بها الأرض، وهي تَصور المهندس المسلم عن الجنة وأنهارها فيما يُعرف بالحديقة الإسلامية.
يربط بين مدخل الجامع والصحن الرئيسي مجاز ضيق ومرتفع وبه طاقات صغيرة ومرتفعة، مما يهيئ العابد نفسيًا لدخوله مكان مختلف يشعره بالراحة، فمن مكان ضيق ومظلم إلى مكان واسع مفتوح، كما أن هذا المجاز يساعد على تهوية الصحن الرئيسي، فضيق المجاز وزيادة ضغط الهواء به تجعل الهواء يتحرك تجاه الصحن.
إن رحلة كهذه كفيلة أن تغسل روحك سواء دخلت جامع السلطان حسن أو مسجد الرفاعي، وأن تجعلك ترى العمارة الإسلامية بعين مختلفة، لذلك فتّش عن قصص الأماكن ما بين جدرانها فستجد المزيد
تعليقات
إرسال تعليق